خاطرة على هامش الاحتفالات !

   اليوم آخر يوم من هذا العام...غدًا يوم جديد؛ العام الماضي كان سيّئًا؛ لكن مع ذلك...عام سعيد، وكلّ عامٍ وسادة هذا الخراب بخير!...منذ أيّام حملوا الطفلة "حنين" على الأكتاف لتُدفن في مقبرة الأطفال الشّهداء، ومن بعدها طفل آخر، ورجال كثيرون ونساء! لكن الفريق الوطني قد أحرز على انتصار جديد؛ قد يتوّج بكأس البطولة! والعراق قد يُقصف في بداية هذا العام؛ يصعب التّكهن بعدد الضّحايا والخسائر المادية!...لا بأس! الفنّانة (س) قد أحيت حفلاً كبيرًا هناك؛ يقولون أنّه سيظّل في الذّاكرة طويلاً! قد يُسبّب ذاك القصف نبوغ مواهب جديدة، وانفجاراتٍ أخرى لعباقرة الفن، على الأقل لن نخرج من القصّة بخفيّ "حُنين". "الجولان" يبدو أنّه سيظلّ في قبضة أبناء العم!(ما شي خسارة فيهم!) إنّهم أبناء عمومة! ثمن برميل النّفط ارتفع إلى 30 دولار  ومرشّح للزّيادة؛ رائع! و"الشّيشان"؟...لا خبر! سوق الموبايل يعرف انتشارًا قويًّا بين الجيران...فوق! و"يوغوسلافيا"؟...سكوت...الفيلم (س) يحقّق نجاحًا باهرًا على كلّ الأصعدة! والمستثمرون قرّروا التّنازل والبقاء هنا...فوقنا! قد يتمكنون من حلّ مشاكلنا؛ من يدري؟! كلّ شيءٍ ممكن! قوافل الشّهداء تستمر في فلسطين  وحملة الاعتقالات والتّفجيرات تزداد ضراوة!...ومن يهتم؟!...سهرة اليوم ستشهد برنامجًا خاصًّا سيشارك فيه ألمع الفنّانين والفنّانات من كلّ أنحاء العالم، وكلّ واحدٍ منهم سيحكي لنا قصص هرموناته!...رائع! لن نعرف الملل!... و "أفغانستان"؟؟...انتهت قصّتها والسّلام؛ من التّالي في القائمة...ربّما كوريا الشّمالية؟...الاحتمالات ضعيفة جدًّا؛ فهي تُتقن لعبتهم جيّدًا؛ وتعرف كيف تواجه؛ وعندها رجال! تقدم ملحوظ عندنا...أصبحوا يُتقنون كشف ما كان مستورًا...من الأجساد! قمّة الحضارة! وصاروا يُقسمون بالنّساء يمينًا؛ وبالحب كذلك؛ تغيّرت صيغة الشّهادة!! الإحصاءات تتحدّث عن ازدياد عدد المتشرّدين في الشّوارع؛ المراكز لم تعدْ قادرة على استيعاب هذا الطوفان البشري؛ و صارت تدق ناقوس الخطر!...عفوًا نسيت ليس هناك أي خطر؛ فالكلّ عندنا صار يُتقن هزّ الوسط! سيكتسحون السّاحة العالمية دون شك!! والعنف سيُقضى عليه خلال بضع ساعات! لا داعي للقلق!! و "العراق"؟؟...ما هذا الموّال؟ سيُقصف كأوّل و ثاني مرّة؛ و يندد الجميع بشدّة؛ ويشجبون؛ ثمّ تنتهي القصّة...كالمعتاد! والتلفزيون يعد بعدد هائل من المسلسلات و من كل البلدان!...لن يعرف الحزن إلى القلوب طريقًا، سيكون بالتّأكيد عامًا سعيدًا!!

صفحة الفايسبوك

التسجيل في الموقع

  • صلاح
  • kadchahed

فيــــــــــــديو : تحية لقراء مجلة حنين