أيـــــــــــــام الغبـــــــــــــاء

الحياة قدرٌ ومصادفات، ومن الصّدف ما يغيّر حياتنا وقناعاتنا، ويجعلنا نعيد حساباتنا وكأنّنا نتعلّم من جديد، أو بمعنى أصح نستفيد من قواعدٍ قديمة صاغتها لنا التّجربة والألم.
مررت في حياتي بمراحل عدّة، منها ما مرّ مرور الكرام، وأخرى علِقت بذهني، وقد استفدت منها رغم تكراري للأخطاء نفسها أحيانا كثيرة...ومن ذاك استنتجت أنّ المرأة تمرّ بعدّة مراحل في حياتها، لكن أكثر فترة تُصاب فيها بحالةٍ من الغباء (الأنثوي) هي ـ المراهقة ـ والممتدة بين عشرة سنوات إلى غاية الـزواج ففي تلك المرحلة تواجه أجمل وأشرس وحش...غريب بجمال أيّامه الهنيئة وتنوّع أحاسيسه المؤلمة (فراق شوق، لوعة....نستقبله بفرح...نحاول ضمّه إلى صدورنا...لكن سرعان ما يصفعنا ويهرب بعيدًا عنّا ليتركنا نذرف شلاّلات الدّموع.
أكون سعيدة في بيت أبي، لكن أشعر بالملل من تلك النّعمة ـ الراحة والهدوء ـ فأخرج لأبحث عن أيّ شيءٍ يزعجني، يبكيني ويؤلمني...بمعنى أصح (نحوس على تكسار الراس) ثم أوهم نفسي بقول: "أنا أحب"...أنا مغرمة.....؟؟؟ بالرّغم من عدم وجود أيّة علاقة تربطني بذاك الّذي أتوهمه حبيبًا، فأولاً لا أكاد أرفع ناظري عنه، وإن حدث ووجدته مع غيري...آآه لقد خانني....سأنتقم...وكأنّ المسكين وعدني ونسي? فأقرّر الانتقام...وأحسن طريقة وأسرعها طبعًا أن أتحدّث إلى شابٍ غيره، فإذا لم ينتبه لي أواسي نفسي بقول...إنّه يتظاهر فقط، أعلم أن قلبه يحترق وأنّه يموت غيضًا، وهكذا أنتقل من شابٍ إلى غيره، ولولا ستر الله لأوصلني هذا الطريق إلى ....النهاية .
يلعب بي وبك أختي الكريمة هذا الوحش الكامن أصلا في قلب كل إنسان، ويجعلنا إمّا:
1/ قطعة خزف بالية تطفو على سطح المجتمع تظن نفسها ذات مكانة عالية، والمجتمع هكذا يرفضها أختا.أمًّا أوابنة... لهذا جعلها تطفو على السطح حتى لا يقذفها نهائيا.
2/ قطعة ذهب غالية تمتد إلى أعماق المجتمع وتستقر في قلب كل خلية من هذا التجمع البشري، ولن تتمكن أمواج الحياة من التلاعب بها.
رغم ذلك فأيامنا تستمر...لا يجب أن نندم على عيشها، فمن لا ماضي له...لا مستقبل له، وأن تكون لنا ذكريات جميلة أو بشعة فهذا أمر رائع نصوغ منها حكمًا ونصائح نفيد بها من سيأتي بعدنا، لذا فالحياة متعة رغم الألم.

بقلم سمية بوشعيلة ـ قسنطينة

صفحة الفايسبوك

التسجيل في الموقع

  • صلاح
  • kadchahed

فيــــــــــــديو : تحية لقراء مجلة حنين