خاطرة على هامش الفرح والدم...

أتساءل كثيرا عن الفوارق الغريبة التي تجتمع على مساحتنا الجغرافية الإسلامية...ما عدت أفهم...هناك وفي أكثر من بركان ثائر أخبار متواصلة عن شهداء وجرحى، ومعتقلين، وانتهاكات في الأنفس والأعراض والممتلكات...دموع ودماء ما عادت على ما يبدو تؤثر على أحد...وهنا قريبا من قلبي...على غير ما يقولون أهازيج للفرح ورفع للرايات...بسبب مباراة لكرة القدم!!

غريب أمرك يا وطني!!

التلفزيون عندنا مجند على آخره لاستقبال الحدث...عائلتي أيضا متأهبة...لا يهمني الأمر بتاتا...قلبي معلق عند قضايا أخرى أراها أكثر أهمية...صديقتي تؤنبني...تقول لي: "لست وطنية...فريقنا الوطني هو من سيلعب!"...وماذا بعد؟؟؟  ...في نهاية المطاف هو لعب...يا بقية العقل الذي لا يزال فينا...في نهاية المطاف هو لعب...وهناك دم ودموع...كيف يتساوى هذا مع ذاك؟؟

كيف لجسد واحد أن يضحك بجنون وهو ينزف دما قانيا، وحرقة بلا حدود تنهش فيه؟...يا بقية العقل الذي لا يزال فينا...كيف تفهمون الوطنية؟...وما مفهموكم للوطن أصلا؟

هل الوطنية أن أرفع الرايات، وألبس الألوان الوطنية...وأصبغ وجهي بألوان حرمتها عليه سابقا...وأصرخ كالمجانين في الساحات العمومية؟...وأصرخ عند كل هدف يسجل؟...أو أضرب الجدران عند كل خطأ؟ وألعن الذين تسببوا فيه...يا لتفاهة مثل هذه الوطنية!...ويا لتفاهة ما تسمى عبثا أهدافا!!

وطني أنا امتداد لا تحده دروس الجغرافيا...ولا قرارات استعمارية قديمة...ولا أعلام ترفع عبثا...تزيد من فرقتنا في زمن تتوحد فيه الأمم علينا...وطني أنا قلب كبير سينبض يوما على إيقاع واحد، وستتدفق منه الحياة لتوقظ الجسد المريض ليدافع عن وجوده من جديد...بل ليحكم الدنيا من جديد...ولن يرفع يومها إلا راية واحدة، ولن يحتكم إلا لشرع واحد...

لا أبالي بما يقال، ولا بما سيقال...تلك قناعتي لا أفرضها على أحد...

صفحة الفايسبوك

التسجيل في الموقع

  • صلاح
  • kadchahed

فيــــــــــــديو : تحية لقراء مجلة حنين