الحوار مع الجميع

الهدف من الحوار:

من أجل بناء الوحدة والجماعة : نحن نسعى دائماً لتحقيق الاتفاق في قضايانا المصيرية الكبرى في مواجهة العدو وبناء الوحدة والجماعة ، ولكن في المجال الفقهي ليس ذلك ضرورياً ، بل إن بقاء التنوع في المجال الفقهي يتيح للأمة خيارات أكبر في التعامل مع الظروف المختلفة التي تواجهها الأمة وهو معنى قول الخليفة الراشدي الخامس عمر بن عبد العزيز : ما أحب أن أصحاب النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ لم يختلفوا ، لو لم يختلفوا لم تكن سعة ورحمة . ولا ريب أن عمر بن عبد العزيز لم يكن يقصد بقوله هذا ما جرى بينهم من حروب وقتال ، وإنما قصد ما كان بينهم من اجتهاد في القضايا الفقهية وهي الاجتهادات المحكومة بقول النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ : (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر ).
من أجل التواصل والألفة والسعي الحثيث للوصول إلى الحق دون تعصب .

شروط الحوار :

1. ألا نقف موقف الخصمين المتضادين المتباينين لننصر أنفسنا ونفند مزاعم الآخرين .
2. نحترم الآخرين ونضع كلامهم على أحسن وجه ما دام له دليل وما دامت المسألة لم يثبت فيها نص حاسم يقطع النزاع ، ومن المقرر أن عند علمائنا لا يوجد خلاف في المسائل الاجتهادية إذ لا فضل لمجتهد على آخر.
3. مجانبة الحقد والأحكام المسبقة .
4. نريد حواراً يفتح الأبواب المغلقة بين المتجادلين ، ولا مناظرة للتحدي والغلبة والإيقاع بالآخرين .
5. التأكيد على نقاط الالتقاء لأن ذلك يوصل إلى التقارب والتعاون .
6. نبتعد عن المواقف المتحجرة التي قد تضيع الكل في سبيل الجزء ، فالإسلام كل والمذاهب جزء.

تاريخ الحوار : 

- إن الحوار قديم ، بدأ مع خلق الإنسان عندما قالت الملائكة : { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُون } [البقرة :30] .
- إن معظم سور القرآن الكريم لا تخلو من حوار مع كل الفئات والشرائح المختلفة المتباينة عقائدياً .
- ذكر ابن القيم أن هنالك مائة مسألة خلاف بين عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما، ورغم ذلك ما نقص حب أحدهما للآخر وكان حباً متميزاً ومشهوراً .
- إن المناظرات التي كانت في العهدين الأموي والعباسي هي خير شاهد على حرية الفكر في العصر الذهبي لحضارتنا العربية الإسلامية ، فكانت المناظرات قائمة بين المسلمين مع بعضهم وبين الشعراء والأدباء وبين أهل السنة والجماعة والمعتزلة ، وبين المسلمين وأهل الكتاب ، والمسلمين والدهريين.....

آداب الحوار :

1. أن يحذرا من إطالة الكلام و اختصاره .
2. أن يتجنبا غرابة الألفاظ و إجمالها .
3. ألا يسخر أحدهما من صاحبه .
4. أن يعتقد كل منهما ظهور الصواب ولو على يد صاحبه . يقول الإمام الشافعي " ما كلمت أحداً قط و أنا أبالي أن يبين الله الحق على لساني أو على لسانه ".
5. ألا يتعرض أحدهما لكلام صاحبه قبل أن يفهم غرضه منه .
6. أن ينتظر كل منهما صاحبه حتى يفرغ الآخر.

الحوار ضمن الجماعة الواحدة :

- إن الاختلاف أمر طبيعي ولو كان ضمن الجماعة الواحدة ولدينا مثال في ذلك من صحابيين جليلين هما عبد الله بن عباس و عبد الله بن عمر ولدا بعد مبعث النبي صلى الله عليه و سلم بسنوات متقاربة فابن عمر ولد بعد البعث بسبع سنين و ابن عباس بعشر سنين و تربيا و تعلما من مدرسة النبوة و بنفس الزمن ومع ذلك يوجد اختلاف بين الرجلين حتى أطلق عليهما شدائد ابن عمر و رخص ابن عباس و طار صيتهما في الآفاق و تعلم منهما الناس الشيء الكثير ابن عباس قال بزواج المتعة و مع ذلك لم يكفره أحد و كذلك بقية الصحابة كان لهم آراء مختلفة و كلهم عاشوا إخواناً متحابين في خير قرن و خير رجال .
- و كذلك يوجد مثال مشرف للشيخ حسن البنا حيث كان مختلفاً مع الشيخ رشيد رضا في عدة مسائل و بينهما الكثير من الجدال و الحوار ولم يصلا إلى وفاق و عندما أراد البنا أن يكتب تفسيراً بدأ من سورة الرعد فسئل عن سبب هذه البداية فقال : أبدأ من حيث انتهى الشيخ الكبير محمد رشيد رضا لا يعرف الرجال إلا الرجال .
- أما منطق التفكير و التنسيق فهذا كان سبباً في قتل الخلفاء الراشدين.
- أما الذين يرفضون الحوار و الاختلاف فأولئك يرفضون حرية المعتقد كبعض زعماء المسلمين و بعض المشايخ و غلاة الصوفية الذين يرفضون ذلك خوفاً أن تهدم تلك الهيبة المصطنعة أولئك يصادرون العقل و يعطلون الفكر حتى يصير التابع لهم كأداة يحركونها كيفما شاؤوا و هؤلاء حينما يغلقون باب الحوار يفرغون الإسلام من جوهره في تحكيم العقل و يعطلون آيات صريحة كثيرة في القرآن الكريم تحث على التفكر و استعمال العقل و عدم التقليد و الإتباع بدون عقل. قيل : من لا يستطيع أن يفكر فهو أبله أما من لا يجرؤ على التفكير فهو عبد .
- و للحكماء قاعدة فلسفية تقول : إن القسر لا يدوم و إن التيار غير الطبيعي لا يبقى و التيار الفطري هو الأقدر على البقاء و الثبات.
- قال أرسطو :أنا أحب أفلاطون كثيراً و لكنني أحب الحق أكثر ، و مثل هذا القول قال ابن القيم بحق أستاذه الكبير ابن تيمية.
- من ركائز الحوار ضمن الجماعة الواحدة :
1. الشورى قال تعالى : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159 .احترام الناس و إشعارهم بأقدارهم : من العظماء من يشعر المرء في حضرتهم بأنه صغير و لكن العظيم بحق هو الذي يشعر الجميع في حضرته بأنهم عظماء.
2. الالتزام بآداب الاختلاف : الثناء الطيب و التقدير لجهود المخلصين المثمرة , الشعور بما يعانيه الآخرون من مشكلات و الصفح عن العثرات العفوية و مجانبة الحقد علة قدم النصيحة و تشجيع المواهب و عدم الاستخفاف بأحد و لا ننسى حسن الخلق و بشاشة الوجه و لطف اللسان و سعة القلب .
- من ذلك يتبين أن الاختلاف أمر طبيعي و تكميلي للجماعة الواحدة وليس سبب الشقاق و الفراق و إن النقد هو باب للكمال و المديح يقسم الظهور و يزيد الغرور و إن الولاء للجماعة لا يتعارض أبداً مع المراجعة و النقد و الاستفسار فإن الحريص على الجماعة و نجاحها هو الذي يفندها و يعالج كل خطأ فيها و يسد كل ثغرة ما أمكنه و ينصح و ينقد ليكمل و يتمم لا ليهدم و يخرب .
- قيل السلطة المطلقة مفسدة مطلقة : أي الاستبداد بالرأي لا يستطيع أحد مراجعته فعلى المسؤول عن الجماعة أن يسمع للآخرين لأنهم يرون ما لا يرى و يسمعون ما لا يسمع و لا ينسى أنهم شركاء معه عليه أن يسمع لهم و يستشيرهم و يخفض لهم الجناح  {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } الشعراء215 .

الحوار بين الجماعات الإسلامية على اختلاف مواردها و قنواتها :

المرجع الأساسي في الحوار بين المذاهب و الآراء المختلفة هو قوله تعالى : { فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59
الله : أي كتابه .
و الرسول : سنته الحديث الصحيح .
و قال تعالى عن القرآن الكريم  {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } الأنعام153
- فلم الفرقة و لم اتباع السبل و الصراط المستقيم .
يقول الإمام الشافعي أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ لم يكن أن يدعها لقول أحد الناس وورد عنه رضي الله عنه إذا صح الحديث فهو مذهبي .
إن هذا الكلام لا يختلف فيه مسلمان و لكن ما صح عند إمام لم يصح عند الآخر لسبب و دليل و كل يحاسب حسب ما صح لديه ومن هنا ظهرت الآراء المختلفة و أصح الآراء لديك ما صح وظهر عندك دليله .
- إن المقلد لا يعد من أهل العلم و إن العلم هو معرفة الحق بدليله .
- و رفض الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه اقتراح هارون الرشيد بأن يحمل الناس على العمل بما حواه كتابه الموطأ من الأحاديث و هذا دليل على احترام آراء غيره و عدم التعصب لما كتب .و تطبيقاً لمقولتهم الشائعة رأيي صواب و يحتمل الخطأ و رأي غيري خطأ و يحتمل الصواب وقد وردت هذه المقولة عن الأئمة الأربعة مع أن  الاختلاف لم يكن قليلاً بينهم و أحياناً تبطل الصلاة في مذهب بينما تصح في آخر و يحرم الزواج في مذهب و يصح في آخر ومع ذلك عاشوا متحابين صفاً واحداً كما أمرهم الله تعالى ولم تكن المذاهب مدعاة فرقة وتمزق إلا عند الجاهلين من المسلمين أما علماؤهم فكانوا يحترمون آراءهم بحضورهم و غيابهم و بعد موتهم ورد أن الإمام الشافعي صلى أمام قبر الإمام أبي حنيفة فلم يقنت بصلاة الفجر فسئل عن ذلك قال احتراماً لصاحب هذا القبر.  
لا يوجد مسألة فقهية إلا وفيها الرأي و الرأيان و الأكثر حتى في أقدس مقدساتنا و هو القرآن فيه قراءات متعددة مختلفة قال سيدنا عمر سمعت رجلاً يقرأ غير ما أقرأني إياه رسول الله  ـ صلى الله عليه و سلم ـ فأخذته بحد السيف إلى رسول الله و شكوته لكن رسول الله ابتسم وقال للرجل اقرأ فقرأ الرجل فقال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ
هكذا أنزل قال عمر أقرأتني خلاف ما أ قرأته فقرأ عمر فقال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ هكذا أنزل إن الله أنزل القرآن على سبعة أحرف.
- إن الاختلاف لم يكن سبب فرقة إلا إذا دعا إلى ذلك أولياء الأمر فإما أن يجمعوا و إما أن يفرقوا .

و إذا أراد الله إهلاك القرى                      جعل الهداة بها دعاة شقاق

فليتق الله كل من يستلم منبراً من منابر الدعوة و ليكن سبب وحدة لا سبب شقاء فالعلماء على اختلافهم كان كل واحد يشهد لأخيه بأحسن الشهادات التي توفق و تؤلف بين المسلمين .
- يقول الإمام الشافعي إذا ذكر العلماء فمالك النجم ، و ما أحد أمن عليك من مالك .
و قال إسحاق بن راهويه : لقيني أحمد بن حنبل بمكة فقال تعال أريك رجلاً لم تر عيناك مثله فأراني الشافعي .
وقال أحمد بن حنبل عن الشافعي أيضاً كان الشافعي كالشمس للدنيا و كالعافية للبدن فانظر هل لهذين من خلف أو عنهما من عوض .
وقال الشافعي عن أحمد بن حنبل خرجت من بغداد وما خلفت فيها أفقه ولا أورع ولا أزهد ولا أعلم من أحمد
أما في كتاب الفقه فنجد كثيراً ما يقولون الرأي عندنا كذا وعند السادة الأحناف بخلافه وعندنا السادة الشافعية بخلافه ...
- لنكن مائة المذهب المهم أن نجتمع تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله .
- إن المذهب الواحد له فتاوى متعددة يقول الشاطبي " إننا وجدنا الشارع قاصداً لمصالح العباد فأحكام المعاملات تدور معه حيث دار فترى الشيء الواحد يمنع في حال لا تكون فيه مصلحة فإذا كان فيه مصلحة جاز ".
- نريد حواراً بين الجماعات يجمع ولا يفرق يركز على نقاط الاتفاق و الالتقاء لا الافتراق لأن التركيز على نقاط الالتقاء يؤدي إلى تحابب و تعاون أما نقاط الافتراق تؤدي إلى ظهور السلوك الحاقد و ضياع الجهود و إحراقها قال الشيخ محمد عبده ما زال علماء المسلمين يكفر بعضهم بعضاً حتى لم يبق لمسلم مكان في الجنة إذا صدق أولئك العلماء!!!
- لذلك يجب أن نصل إلى القاعدة الذهبية التي وضعها علماؤنا نلتقي فيما اتفقنا عليه و يعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا عليه .
- و أخيراً لا ينبغي لأحد أن يقول هذا حكم الله في هذه المسألة أو في هذه القضية فإننا لا ندري أصبنا حكم الله أم لا ولكن يقال في هذا فهمي و اجتهادي ولا ألزم الآخرين به .
- لا ننسى أن هذه الاختلافات كلها في الفروع و أن الأصول متفق عليها لدى المذاهب الإسلامية وهي لا تعدو أركان الإسلام و أركان الإيمان وحتى الاختلاف في كيفيتها و أدائها و تأويلها شيئ ظاهر في كتب الفقه بالآراء المتعددة .

الحوار بين السنة و الشيعة :

- يقال فيه ما قيل في المذاهب الأخرى و زيادة على ذلك نقول ما قال الله تعالى " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون "
- إن حب آل البيت جزء من إيمان كل مسلم مهما كان مذهبه وهو يصلي عليهم في كل صلاة فرضاً أو سنة أو نافلة .
- سيدنا علي رضي الله عنه بايع أبو بكر وقال : لولا أن رأينا أبا بكر لها أهلاً ما تركناها.
- وقال : إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر .
- وفي موقف آخر يستدل علي رضي الله عنه بصحة إمامته فيقول برسالته إلى معاوية :  إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوا عليه .
- وينقض ما يدعيه بعض الناس من عداء تخيلوه بين علي و الصحابة زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم بنت علي و فاطمة بنت رسول الله وهذا ثابت في كل المذاهب ولها ولدان زيد ورقية .
- ولعلي رضي الله عنه ولد اسمه أبو بكر من زوجته ليلى بنت مسعود التميمية وله ولد اسمه عمر من أم حبيب بنت ربيعة التغلبية وله ولد اسمه عثمان من أم البنين بنت حرام الكلابية وهذا يدل على أن هذه الأسماء أحب الأسماء إليه .
- إن سيدنا علي رضي الله عنه صلى خلف أبي بكر وعمر وعثمان ولو كانوا مغتصبين لحقه و ظالمين له لما جازت الصلاة خلفهم فلا تجوز الصلاة إلا خلف عدل منزه عن كل ذنب أو نقيصة أو مخالفة شرعية وفق المذهب الجعفري .
- بعد معركة الجمل صلى علي رضي الله عنه على القتلى من الطرفين وفي نهج البلاغة لا يوجد تكفير لأحد ولا نص يشير إلى وصية....
- سئل سيدنا علي عن الخوارج أكفار هم ؟ قال من الكفر فروا وقيل أمنافقون هم ؟ قال المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلاً ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى قيل فما هم قال قوم بغوا فقاتلونا و قاتلناهم.
إذا أردنا مشروع الوحدة الإسلامية فلابد من أمور :
1. تعرف بعضنا على بعض بالطرق العلمية و الموضوعية البعيدة عن الظنون .
2. تجاوز بعض الأمور الهامشية و الجزئية التي لا تمس صميم الهيكل الإسلامي .
3. تجنب عوامل الفرقة و التشتت التي لا يستفيد منها إلا أعداء الإسلام الذين يتربصون بالجميع الدوائر.
4. التصدي لدعاة الخلاف وخاصة أن الكتب في المكتبة الإسلامية التي ألفت في تغذية الخلاف بين المسلمين أكثر بكثير من التي تعمل على إصلاح ذات البين ومن هنا يتضح السر في بقاء الخلاف بين المسلمين على أشده إلى يومنا هذا وخاصة أنه جاء من يحتضنه ويغذيه من أعداء الإسلام .
5. لابد من مشروع تحقيق و تصحيح لكتب التراث وحذف ما يغذي الفرقة و يزرع بذور الشقاق من كتب السنة أو الشيعة على حد سواء .
- سئل آية الله الكاشاني عن رأيه في الخلاف بين السنة والشيعة فأجاب أنا مسلم لا أعرف إلا الإسلام الذي جاء به محمد من عند ربه وهو الذي يجب أن يتحد عليه المسلمون أما عدا ذلك فلكل أن يحتفظ بما عنده وإن كل المسلمين يجب أن يتحدوا اليوم لمقاومة الاستعمار بقلب رجل واحد و أن يعتصموا بحبل الله كما أمرهم و ألا يتفرقوا فحال المسلمين أخطر مما نتصور ووجوب اتحادهم للإنقاذ و الخلاص هي أوكد من كل شيئ الآن تلك هي آرائي التي اكتسبتها من مدرسة القرآن الكريم .
- سئل الشيخ أحمد كفتارو عن السنة و الشيعة فقال إذا كان التشيع هو حب آل البيت فكلنا شيعة وإذا كانت السنة إتباع رسول الله فكلهم سنة ولا تقولوا سني ولا شيعي ارجعوا إلى ما سماكم الله به  {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ}.
6. آن لنا أن نترك محاكمة التاريخ ونفكر بحاضرنا ومستقبلنا ولا نقتل حاضرنا ومستقبلنا باسم الماضي.

الحوار بين المسلمين و العلمانيين :

- المنهج الذي يجب اتباعه مع هؤلاء قوله تعالى {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } .
- الإسلام دين دعوة لا دين سيف و دين حوار وفكر لا دين دماء وقهر و الإسلام يرفض التعسف لأنه ينافي حرية المعتقد {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} . {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ }
- المثل الأعلى للحوار مع العلمانيين حوار سيدنا إبراهيم عليه السلام مع أبيه { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً{41} إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً{42} يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً{43} يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْــــــــــطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً  {44} يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً{45} قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً{46} قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً{47} 
قال ذلك بعد أن هدده وتوعده بالعذاب والهجران فلم يكن منه إلا الدعاء والسلام .

الحوار بين المسلمين وأهل الكتاب : 

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْــــرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَـــاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ{64} آل عمران
{ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ{8} الممتحنة
{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ{46} العنكبوت
- إن قدم الحوار مع أبناء الشرائع الأخرى (أهل الكتاب ) قدم الدعوة الإسلامية نفسها ، فالإسلام ضمن حرية العقيدة لكل الناس مع تسامح أوجبته تعاليمه.
- الإسلام دين عالمي إنساني يقبل الآخرين في مجتمعه ، ولا يصادر رأيه أو عقيدته ، وجعل أسساً ثابتة من صلب العقيدة ، للتعامل مع الآخرين ، وآداباً للحوار معهم ، وتسامحاً في التعامل معهم ، فالمواطن الشريف له مالنا وعليه ما علينا حتى ورد عن ابن تيمية :أنه رفض ترك الأسرى غير المسلمين عند التتار ، وأنفذهم مع المسلمين الأسرى لأنهم ذمة في أعناقنا.
- إن المناظرات التي كانت تقام بحضرة الخلفاء المسلمين كالهادي وهارون الرشيد والمأمون وغيرهم خير شاهد ودليل على الحوار بين المسلمين وأهل الديانات الأخرى .
- كانت عادة النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ إذا افتتح كلامه أن يبدأ بالسلام ولا يفرق بين الذمي والأمي ، ولا بين المشرك والمؤمن ، وكان يقول : إني بعثت بحسن الخلق إلى الناس كافة ولم أبعث بالغلظة والفظاظة . {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107

الهدف من الحوار مع غير المسلمين :

لعل سائل يسأل إذا كان الهدف من الحوار مع المسلمين من أجل الجماعة والوحدة وعدم الفرقة التي نهانا الله عنها فلماذا نحاور غير المسلمين وما الهدف من ذلك ؟
إن بيننا وبينهم أمور كثيرة ومشتركة كالإيمان بالله والأنبياء والملائكة والآخرة من جنة ونار وقدر والإيمان بالفضائل والعدل والعمل الصالح وأشياء كثيرة فلماذا لا نعززها ونعمل على المشترك فيما بيننا لنكون أقوى أمام تيار الاستبداد والظلم والفساد الذي سيجرف الجميع .
إنا وإياهم مواطنون في بلد واحد فكيف سنتعايش وكل منا يبغض الآخر ويكيد له المكائد ، أما عندما نقترب من بعضنا ونتحاور ويعرض كل واحد ما عنده نتقارب القلوب من بعضها ويفهم كل من الآخر . { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ{8} الممتحنة
إننا بحوارنا معهم نعرض لهم الإسلام بشكل صحيح وهذا أمر هام من البلاغ المبين الذي أمرنا به .
إن اعترافنا بهم من صلب ديننا فإن الله رب العالمين وليس رب المسلمين فقط وإذا كان الله ربهم ولم يجبرهم على الإيمان فلماذا نجبرهم نحن ؟...
قال تعالى : {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ }

صفحة الفايسبوك

التسجيل في الموقع

  • صلاح
  • kadchahed

فيــــــــــــديو : تحية لقراء مجلة حنين