الزلزال في الحي !

قالوا عنه فيما بعد...يومٌ أسود؛ كابوسٌ مرعب...غروبٌ قاتل!... وكان بالفعل زلزالاً قويًّا؛ أثار كلّ النّفوس في لحظات لم تتعد الدّقائق؛ أدخل الوطن في حدادٍ طويل؛ وألبس النّاس لباس الخوف والجوع؛ وأذاقهم نقصًا في الأموال والأنفس والثّمرات!... وماجت الدّنيا ولم تقعد! وتكلّمت الأفواه بكلّ شيء، واختلطت الحقائق بالخُرافات! والتّحذيرات بالنّبوءات... وتلوّنت المفاهيم بكلّ الألوان!!... هناك من قال أن ذلك كان قضاء وقدرًا مستوجب القبول والرضا؛ وآخرون قالوا أنّه دليل جرائم البشر؛ ولابدّ أن يُحاسبوا! وأطرف كلّ المفاهيم تلك الّتي جاءت على أفواه بعض عباقرة القرن الجديد!... قالوا... محبة الله لعبيده!!... ما سمعنا بهذا في أبائنا الأوّلين!!... إن كان هذا حبًّا... فكيف يكون الغضب والعقاب يا ترى؟؟ لكن مع ذلك جميل أن يُذكر اسم الله في هذه الأوقات...ـ وإن كان حقًّا أُريد به باطل ـ! فبعض الحق يقود عاجلاً أم آجلاً إلى كلّ الحق، البعض قد استيقظ وبدأ المسير إليه، وآخرون لا يزالون في الشّتات... ينتظرون!... ربّما قارعةً أخرى من هذا النوع؟... قال أصحاب الخبرة أنّها ستكون كثيرة... وكلّ مرّة أعنف!... ممكن!
ذاك الأربعاء الحزين كنت وبسبب تماطل الإدارة في تحريري بالحيّ الجامعي! أتساءل إن كانت تلك الكارثة ستحسّن من أداء إدارتنا البالية؟... مجرّد شكوك!... لا أعتقد!... فمنذ أكثر من عام ضرب أحد أحفاد الطوفان العظيم تلك المدينة العظيمة! وبعدها حلّت بساحتنا أمواج العصيان والتّمرد المجنون؛ فأفخاخ القنابل المزروعة في كلّ مكان!... ومع ذلك ماذا تغيّر؟؟ تعبي ذاك اليوم كان شديدًا... فالسّعي بين المكاتب كان طويلاً... وبلا فائدة! أردن في الغرفة اصطحابي إلى المطعم للعشاء؛ لكنّي لم أستطع!...كان قرارًا صائبًا!... أخبروني فيما بعد أنّ التّدافع هناك كان شديدًا وعنيفًا تسبّب في كثيرٍ من الإصابات!... كنّ يحاولن الهروب من الموت!... وكان الخوف والذّهول والقفز إلى أيّ مكان؛ ومن كلّ ارتفاع!... قوارير العطر في الغرفة تساقطت على الأرض، وكذا الصّور المعلّقة على الجدران؛ ومحتويات الخزانات الحائطية...والأواني!...اهتزّت الأسرّة، و تعالى الصّراخ والبكاء... وتسارعت الخطى نحو الخارج، فالمبنى قديم ولا يُرجى منه الثّبات!... شعورٌ غريب أن يكون المرء نائمًا ويصحو على وقْع زلزال... فيتداخل الحلم مع الواقع!! "سعاد" سارعت إلى السّجود، فضّلت في حال الرّحيل أن تغادر ساجدةً لله لتبعث كذلك! "جيجي" هتفت بصوت مخنوق: (لا تنسين الشّهادة!)، والأخريات لم أعد أذكر، تعالى التّكبير والتّهليل ممزوجًا بالدّموع... سكنت الأرض قليلاً... سمعنا أصوات الحرّاس: ( لابدّ من الهبوط إلى تحت، المكان خطير، ممنوع البقاء في الغرف! "فاطمة" سارعت إلى الباب منعت الحارس من الدّخول؛ أخبرته أنّ من القاطنات من لم ترتدي حجابها بعد! طمأنته ووعدته بالهبوط فور الاستعداد...غريب كيف تختفي الأشياء حين نحتاجها!...حتىّ الأحذية ما عاد لها أثر .. وكيف نهبط دونها؟! خرج الجميع من الغرفة إلاّ أنا و"فاطمة"؛ لم أعثر على أيّ شيءٍ يُنتعل على مقاسي؛ وأحذيتي اختفت، اضطررت إلى استخدام الموجود! وتذكرت حينها "إيمان"... ماذا كانت ستفعل لو كانت بيننا؟... ربّما كانت ستصلي أو تسجد طويلاً... ربّما؟! بحثنا عن مفتاح الغرفة؛ ولمّا وجدناه انصرفنا للخروج!..."فاطمة" لم تتخلّ عنّي!... المبنى كان فارغًا! كنّا على ما يبدوا آخر من يخرج! رأينا غرفًا لم تغلق أبوابها فأوصدنا الّتي كانت في طريقنا، رأينا تصدّعا طويلاً ومُتشعبا في الجدار الدّاخلي للمبنى وقد تساقطت منه بعض القطع الإسمنتية؛ لا أظنّه سيصمد طويلاً! ونحن في الرّواق شعرنا بالأرض تميد تحتنا، وهناك... يا للهول!... كأنّ القيامة قد قامت! بكاء وصراخ يصمّ الآذان؛ إغماءات هنا وهناك؛ وجري في كلّ اتجاه، وكانت الأصوات المزعجة لسيّارات الإسعاف تملأ المكان! وكانت كلّ واحدةٍ تحاول التّعلق بصديقتها!... كان منظرًا مثيرًا للتّأمل والحزن؛ فليس من عادة الأرض أن تهتزّ إلاّ لسببٍ وجيه!... لابدّ من دفع ثمن الخيانة و المخازي الأخرى!! اجتمعنا بزميلات الغرفة، نظرنا إلى بعضنا البعض في ألمٍ وشرود! سألتنا "نورة":{لماذا تأخرّتما؟ ألم يكن في نيّتكما الهبوط؟!} أجابناها أنّ المشكلة كانت في الأحذية! تلك الإجابة غير المتوقعة رسمت بعض الابتسامة على الشّفاه! تأمّلنا الجمع المضطرب؛ سبحان القادر! وأنا الّتي كنت أتساءل كيف سينتهي ذاك النّظام العالمي الجديد الّذي نعيش في أسره؟ يبدو أن كلّ شيءٍ ممكن! "جيجي" انضمت إلى صفوف المسعفين وذهبت معهم إلى المستشفى؛ فقد سبق لها و أن تدرّبت على الإسعاف، بدا لنا إذ ذاك أن شهاداتنا الجامعية لا تصلح إلا لتزيين الجدران... بلا فائدة! انفلتت من "كاهنة" ابتسامة ساخرة وقالت بصوت منخفض:{كلّ الخنازير قد خرجت من مخابئها السّرية وانتشرت في السّاحة العمومية!}...صدقت؛ فقد أصبح الحرم الجامعي مزرعة حيوانات متوحشة إلاّ من رحم الله!... كيف لن تحدث الزّلازل؟؟ دعاة الدّين المزيّفين قالوا فيما بعد أن لا علاقة لله في الأمر؛ وأنّه مجرد تحركٍ لطبقات الأرض سرعان ما سينتهي، ولابدّ من العودة إلى الحياة الطبيعية! يا لهم من عباقرة! يبدو أنّهم قد نسوا أنّ الطوفان العظيم أيضًا كان ظاهرةً طبيعية وكذا الرّياح أيّام "عاد"، وظواهر طبيعية أخرى كثيرة محت كلّ شاذٍ في طريقها!... ماذا ينتظر هؤلاء... أن يأخذ الله عصى ويضربهم بها؟! صدق القادر حين قال:(قل انظروا ماذا في السّموات والأرض وما تغني الآيات والنّذر عن قوم لا يؤمنون، فهل ينتظرون إلاّ مثل أيام الّذين خلوا من قبلهم، قل فانتظروا إنّي معكم من المنتظرين).
الطبيبة والممرّضات قمن بنقل محتويات العيادة إلى السّاحة، وبدأن في معالجة الطالبات، تدخّل الجميع للمساعدة حتّى العمال والحرّاس، وكلّ من كان يمتلك سيّارة استخدمها لنقل المصابات إلى المستشفى، أغلب الإصابات كانت بسبب الصّدمة النّفسية وليس الجسدية!... حالة طوارئ قصوى! بدأ الخوف الجاد يتسلّل إلى قلوبنا؛ فالأرض لم تسكن، والخوف كلّ الخوف كان من هزّة أخرى أعنف تأتي على الأخضر واليابس! في تلك اللحظات الحرجة تذكرت "فاطمة":{يا أخوات! نسينا صلاة المغرب! أستغفر الله! لابدّ من أدائها قبل فواتها، ولابدّ من العثور على مكان هادئ!}، يا للخيبة!... وفي ظرف كذاك نسينا أهمّ شيء! المشكلة كانت في إيجاد المكان الهادئ والدّنيا مقلوبة رأسًا على عقب...وفي الماء كذلك!...فكرنا في خارطة الحي...كم أكره اسم خارطة...تذكرني بخارطة الطريق المشئومة!، أين يمكن العثور على مكان يخلو من البكاء والنّحيب؟؟... تذكرنا الحديقة وراء المبنى الرئيسي؛ فيها بعض الأشجار الصغيرة، والكراسي الإسمنتية ورغم خلوّها من الضجة إلاّ أنّها تقع بين مبنيين ما كانا ليخطئانا في حال وقوعهما إلا أن يشاء الله غير ذلك؛ لكنّها كانت أهدأ مكان، اقترحت "فاطمة" أن نتيمّم ونؤدي صلاتي المغرب والعشاء قصرًا وجمع تقديم؛ فلا أحد يستطيع أن يضمن نفسه إلى حين! شعورٌ عميق أن يصلي المرء والأرض تهتزّ من تحته! لم نشعر بمثل ذلك منذ عهد بعيد؛ مناسبة جيّدة لتذكر الخشوع؛ والطمأنينة أيضًا! عند عودتنا إلى الجمع المضطرب؛ كانت سيّارات الإسعاف لا تزال في سباقها بين الحي والمستشفى، "جيجي" لم تعد تلك الليلة؛ ظلّت هناك بدأت بعض الأخبار تنتشر... يبدو أنّ الزّلزال قد أردى المئات من الضحايا في المدينة المجاورة! لم نصدق! ظنناها إشاعاتٍ وتهويلاً للأمر! طلبوا منّا الابتعاد عن الجدران والأشجار وكلّ البناءات، وأخبرونا أن الهزّات قد تستمر طيلة اللّيل! أحضروا لنا الطّعام والماء، ومنعونا من العودة إلى الغرف؛ فلا أحد يدري ماذا يمكن أن يحدث! الأخبار بدأت تزداد؛ وتتضارب...قالوا لنا أن الزّلزال قد ضرب أكثر من مدينة! ومدينتي أيضًا قد مرّ عليها...و لكن بلطف ولله الحمد! تقدّمت إلينا "صونية"؛ وهي إحدى صديقاتنا من الغرفة المجاورة، بدت مرعوبة؛ وجهها كان شاحبا؛ ويداها باردتان مثل قطع الثلج!؛...بدأ الهواء يبرد؛ حاولنا التّجمع لتفادي البرد؛ لكن...لا فائدة! طلبنا من الحرّاس أن يسمحوا لنا بالدّخول إلى الغرف لأخذ الأغطية؛ كانوا متردّدين وخائفين، ولم يسمحوا لنا بذلك إلا بعد طول أخذٍ ورد! وألحوا علينا بالإسراع في العودة!...دخلنا الغرف؛ وأخذنا ما احتجنا إليه من أفرشة وأغطية؛ وملابس دافئة؛ وأدوية للزّكام!... كانت بالفعل ليلةً باردة؛ ولم تتوقف خلالها الهزّات الارتدادية! "صونية" أقسمت بأغلظ الإيمان أنّها ستلبس الحجاب خلال أسبوع، ولن تعبأ لغضب أهلها...مدينة غريبة هذه الّتي نعيش فيها!... أصبح فيها أمر الله عارًا وحرامًا ونهيه حلالاً مستساغًا!!... ربّما آن الأوان للتّفكير في الرّحيل إلى مكان آخر آمن. تذكرت نفسي وأنا طفلة...كنت عندما أشاهد الرّسوم المتحركة أحلم أن أعيش مثلها! وكم كنت أتمنى أن أنام على الأرض، وأنظر إلى السّماء وهي مزيّنة بالنّجوم، وأن أشعل نارًا على مقربةٍ من المرقد! تحقّق أغلب الحلم، تنقص النار؛ لكن لا بأس، الأغطية لم تكن دافئة والبرد كان قارصًا، والأحجار من تحتنا منعت عنّا النوم؛ وكذا الهزّات، وقبيل الفجر أيقظتنا "فاطمة"، تذكرت أمي؛ كانت تقول عندما يستعصي عليها النّوم، وتقوم مثقلة، متعبة من فراشها: {كأنّ شاحنة مرّت عليّ!}... وكذلك كنّا حين نهضنا، وكان الاستلقاء على فراش مريح حلمًا جميلاً...وبعيدًا. حلّ الفجر...أدّينا أمر الله، حاولت "راضية" العودة إلى النّوم لكن...هزّة ارتدادية أخرى بدت قوية لم تدع لنا مجالاً للرّاحة!... بدأنا في تحضير القهوة؛ سمعنا وقْع خطوات في الخارج...بدأ الهروب! دخلت إلينا "صونية" وفي يدها حقيبتها؛ نظرت إلينا باستغراب ممزوج بالإرهاق: {يا برودة قلوبكن! قهوة في هذا الوقت والنّاس يغادرون الحي؟!}، "أجابتها "راضية" بابتسامتها الهادئة المعهودة: (وإلى أين الهروب؟ لو كانت قنبلة مثل العام الماضي لهربنا من هذا المكان؛ لكن هذا زلزال يسري في الأرض، والسّير لابدّ أن يكون فوقها، فإلى أين سنذهب؟ ثمّ إنّها الخامسة صباحًا؛ لا توجد مواصلات في هذا الوقت؛ فالأفضل في مثل هذا الظّرف الهدوء والتّماسك، ثمّ شيء نأكله لنواجه يومًا لا نعلم كيف ستكون نهايته! انفلتت من "صونية" ابتسامة، وجلست مستسلمة: (صدقت! نسيت أمر المواصلات، والمدينة بعيدة عن هذه الجزيرة المعزولة، أضيفن لي كوبًا؛ سأشرب معكن)، فتحت "فاطمة" الرّاديو؛ سمعنا في الأخبار أن الضّحايا كانوا فعلاً بالآلاف، وليس المئات! وفي عدد كبير من المدن؛ أخبار الأمس لم تكن إشاعات، يا للهول، مفاجئة لم تخطر على بال!
هبطنا إلى ساحة المعهد...كان كيوم المحشر في صورة مصغرة! التقينا بعدد من معارفنا...تحدّثنا عن أهوال ليلة الأمس، والأخبار الّتي سمعناها عن الضّحايا والخسائر... و التوقعات!... كم كانت مخيفة!... كلٌّ كان يتحدّث...ولا أحد يدري أين الحقيقة من الخيال! أخبرونا أنّ الطلبة في الحي المجاور كان منهم شجعان تمكنوا من رمي أنفسهم من الطابق الثالث...و نجوا بأعجوبة مع جروح طفيفة!... صحيح أن الأجل فقط يقتل بأسباب قد تُردي البعض، و تُبقي البعض الآخر قائمًا إلى حين، و كلٌّ بأجله. الحافلات الجامعية تأخرت في الوصول، وبدأت بعض الأخبار المتسرّبة تتحدّث عن تعطل النقل بكلّ أنواعه ذاك اليوم، وربّما المحطة أيضًا ستغلق أبوابها...البعض صدّق وبدؤوا المسير إلى المدينة في مراطون طويل، وعلى ظهورهم حقائب ثقيلة، ولم يبق إلاّ من علم من نفسه عدم القدرة على السّير وفوق رأسه شمسٌ بدأت تشتد حرارتها! أعتقد أنّ الحلزون كائنٌ صبورٌ جدًّا وإلاّ فكيف له أن يسير وبيته فوق ظهره! كلّ شيءٍ كان يبدو غائمًا؛ غير واضح؛ هروبٌ إلى المجهول! الصّابرون من القوم تحقّقت أمنيتهم...وصلت حافلات النقل الجامعي! تدافع عليها الكثيرون إلاّ من كانت له خطة اختراق خاصّة تُدخِله بلا عنف!... فقط كان يجب اختيار الزّاوية الملائمة؛ واستخدام بعض الوسائل، وكلّ شيء يكون على ما يرام...في أغلب الأحيان! تعلّمنا الكثير خارج قاعات الدراسة!... كثر الحديث في تلك العلبة المتحرّكة عن الّذي كان والّذي سيكون! "جيجي" لم تأت معنا؛ ظلّت بالمستشفى، ونحن اتّجهنا مباشرة نحو المحطة؛ المدينة كانت شبه فارغة إلاّ من بعض المشاة...ملامح الخوف والإرهاق كانت تبدو على وجوههم؛ والمحلات كان أغلبها مغلقًا، ولم نستطع العثور على هاتف إلاّ بعد بحث، وطول انتظار في طابورٍ مثير للأعصاب؛ فالكلّ كانوا يحاولون الاطمئنان على ذويهم؛ لكن أغلب الخطوط كانت مقطوعة، والمدن المنكوبة كانت في عزلة تامّة! لم نستطع الاطمئنان رغم الإلحاح الطويل؛ فمدينتنا كانت معزولة كذلك! لم يكن لدينا خيار آخر...الاتجاه نحو المحطة مع الرّجاء أنّها ستكون مفتوحة الأبواب، كانت المدينة في طريقنا تشبه مدينة الأشباح! بعض البنايات الّتي خلّفها الاستعمار قد تشقّقت وحتّى الّتي لم تُدهن بعد! بدا واضحًا أنّ النّزاهة لم تصاحب بناءها!!...ربّما سيحاسب المسؤولون عنها في يومٍ ما؟! عند وصولنا المحطة وجدناها مفتوحة ولله الحمد الحافلات رابضة تنتظر! لم نصدّق؛ نجونا هذه المرّة؛ ودّعنا بعضنا البعض، وذهبنا لاختيار الأماكن، وحطّ الرّحال، ورسونا أخيرًا، و بدأنا نلوك أذكار السّفر.

صفحة الفايسبوك

التسجيل في الموقع

  • صلاح
  • kadchahed

فيــــــــــــديو : تحية لقراء مجلة حنين