ورودونا ...أطفالنا

من الجميل أن نتذكر أنفسنا عندما كنا صغارا ونتذكر وجوهنا التي كنا لا نرى عليها  إلا الابتسامة التي تحمل في طياتها الكثير من الغموض و الخيال للأيام القادمة بكل قوة في المستقبل ولا تحمل أنفسنا وأفكارنا و تصرفاتنا إلا البراءة من حولنا و في قلوبنا الحنان الوفير لمن يحتضننا بكل حب و ود وصفاء ونقاء...كلي ثقة بأن ثغرك تبسم الآن ...وتمنيت بان ترجع للحظاتك الطفولة ولو للحظة ..و تريد شريط الذكريات يرجع بك إلى الوراء لتستمتع بما كنت فيه من راحة وطمأنينة من تلبية لأوامرك واحد تلو الأخر في حين طلبه ...لكن هيهات لا... لن تعود لماضيك بمجرد تمني ذلك بل عليك أن تعيش واقعك الذي يتطلب منك أن تكون شخصا واقعيا وشخصا يستفيد من خياله في رسم لوحة حياته التي كانت تخط على مبسمه في أيام طفولته والتي كان يراها من حولك بحب و دهشة , لكن لم يستطيعوا تفسيرها بأي لغة أو بأي طريقة حتى يترجموها لك في وقتك الحالي و السبب في ذلك هو أنت ,لأنك المسئول الأول في ترجمة و تفسير هذه الابتسامة التي رسمتها من حملتك تسعة أشهر بكل ما تحتويه من حنان و بكل ما تحمله من رحمة في قلبها نعم هي أمــك ثم أمــك ثم أمــك ثم أبوك كم أوصانا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم و أبوك عندما تلقى خبر مجيئك في هذه الدنيا باستقبالك بحزمة من الورد واحتضانك بجانب قلبه الذي ينبض بالكفاح والصبر وتكبد التعب في حياته وعمله  ليراك يوما ما ...طبيبا , مهندسا , معلما , باحثا إعلاميا .... الآن دعني أسألك...

هل فكرت في يوم من الأيام رد هذا الكثير بالقليل لوالديك؟

هل فكرت تدخل بوردة حمراء لمن تزداد حرصا عليك يوما بعد يوم وهي أمــك؟

هل تذكرت عندما جئت لهذه الدنيا الورود محيطة بك من كل جانب؟

قرر معي الآن بأن تكون محطة انطلاقتك من هذه اللحظة بان تكون فردا مبتسما منجزا  يحمل في قلبه كل حب  و ألفة و كفاح ونجاح  لمن يتعامل معهم في حياته بداية من الآن..ليحيطوك بورد الاحترام الآن كما أحاطوك بورد الفرحة وأنت طفل في المهد...وتذكر بأنك كنت طفلا وسيكون لك يوما من الأيام طفلا ...فورودونا ...أطفالنا...!

 

بقلم الدكتور / محمد بن خليل العطية - السعودية

صفحة الفايسبوك

التسجيل في الموقع

  • صلاح
  • kadchahed

فيــــــــــــديو : تحية لقراء مجلة حنين